المقالات
الستيرويدات وصحة القلب والأوعية الدموية | مخاطر خفية على الرياضيين
أغسطس
الستيرويدات وصحة القلب والأوعية الدموية | مخاطر خفية على الرياضيين
كثير من اللاعبين ينظرون إلى الستيرويدات البنائية كتذكرة سريعة لبناء
عضلات ضخمة وأداء خارق، لكن وراء المكاسب السريعة قد يتعرض
القلب والأوعية الدموية لضغوط خطيرة. القلب ليس مجرد عضلة؛ إنه محرّك
الحياة، وأي خلل فيه قد يهدد الصحة والأداء معًا.
كيف تؤثر الستيرويدات على القلب؟
تؤثر الستيرويدات على التوازن الهرموني والتمثيل الغذائي بطرق تنعكس مباشرة على:
- ضغط الدم واحتباس السوائل.
- مستويات الدهون في الدم (الكوليسترول الجيد والضار).
- بنية عضلة القلب وسماكة جدار البطين.
- قابلية الدم للتجلط واضطراب نظم القلب.
أبرز التأثيرات السلبية على صحة القلب والأوعية
1) ارتفاع ضغط الدم (Hypertension)
قد تزيد الستيرويدات من احتباس الصوديوم والماء، ما يرفع حجم الدم والضغط
على جدران الشرايين. استمرار الضغط المرتفع يجهد القلب ويرفع احتمالات الجلطات.
2) خلل في الكوليسترول
تُخفِّض كثير من المركبات مستوى HDL (الجيد) وتُرفع LDL (الضار)،
فتتسارع عملية Atherosclerosis (تصلب الشرايين) وزيادة مخاطر أمراض القلب.
3) تضخم عضلة القلب (Cardiac Hypertrophy)
كما تتضخم العضلات الهيكلية بالكورس، قد تتأثر عضلة القلب خصوصًا البطين الأيسر،
ما يقلل الكفاءة الانقباضية ويرفع خطر قصور القلب على المدى البعيد.
4) اضطراب النظم القلبي (Arrhythmia)
ارتبط استخدام الجرعات العالية بزيادة عدم انتظام ضربات القلب؛ قد يظهر في صورة
خفقان، دوخة، أو نوبات خطيرة لدى المعرّضين.
5) زيادة خطر الجلطات الدموية
قد تغيّر الستيرويدات من عوامل التخثر ولزوجة الدم، ما يرفع احتمال حدوث
جلطات قلبية أو دماغية خاصة مع قلة الترطيب والتدخين وسوء التغذية.
دراسات وأدلة مختصرة
- أشارت أبحاث قلبية إلى نسب أعلى من تضخم البطين الأيسر وضعف وظيفته لدى مستخدمي الستيرويدات مقارنة بغير المستخدمين.
- رُصد اختلالٌ مستمر في دهون الدم (انخفاض HDL وارتفاع LDL) لدى بعض المستخدمين حتى بعد التوقف لفترات.
- زيادة معدلات الأحداث القلبية المفاجئة واعتلالات النظم مع الاستخدام طويل الأمد والجرعات المرتفعة.
علامات إنذار مبكر يجب الانتباه لها
- صداع متكرر أو ثِقل بالرأس (احتمال ارتفاع ضغط).
- خفقان سريع أو غير منتظم، دوخة، إغماء.
- ضيق تنفّس غير مبرّر، خاصة أثناء الراحة أو ليلاً.
- تورم بالكاحلين والقدمين (علامة احتباس سوائل/قصور قلبي).
- ألم أو ضغط بالصدر يمتد للكتف/الذراع/الفك.
كيف يمكن تقليل الأضرار؟
1) فحوصات دورية منتظمة
- قياس ضغط الدم أسبوعيًا على الأقل أثناء الكورس.
- تحليل دهون الدم (HDL/LDL/Triglycerides) كل 8–12 أسبوعًا.
- رسم قلب (ECG) وإيكو عند اللزوم أو بوجود أعراض.
2) دعم صحي أثناء الكورس
- خفض الصوديوم وتجنّب الأطعمة فائقة المعالجة.
- المداومة على Cardio معتدل 3–4 مرات أسبوعيًا.
- الترطيب الكافي، وأحماض أوميجا-3 ضمن النظام الغذائي.
3) الاعتدال في المدة والجرعة
كلما طالت المدة وارتفعت الجرعة، زادت المخاطر القلبية. الكورسات الأقصر والأقل جرعة
(مع إشراف وفحوصات) أكثر أمانًا نسبيًا.
4) المتابعة الطبية المتخصصة
وجود طبيب قلب/باطنة أو غدد صماء ضمن خطة اللاعب يساهم في رصد المخاطر مبكرًا
ووضع بروتوكولات مناسبة للحماية والتعافي.
نصائح عرب فليكس
- لا توجد عضلة تستحق أن تُخاطر بقلبك لأجلها.
- أي صداع شديد، خفقان أو ألم صدر = تحرّك للفحص فورًا.
- اجعل جدول التحاليل عادة ربع سنوية ثابتة.
- القلب أهم عضلة لديك؛ حافظ عليها لتستمر قوتك وإنجازك.
خاتمة
قد تمنحك الستيرويدات مكاسب سريعة، لكنها قد تُرهق أهم محرّك لحياتك: القلب.
الطريق الآمن يمر عبر المعرفة، والاعتدال، والمتابعة الطبية. النجاح الحقيقي
ليس في الضخامة فقط، بل في صحةٍ تُرافقك لسنوات طويلة.
تنبيه مهم: هذه المادة للتوعية فقط وليست توصية استخدام. أي أدوية
أو برو
