لماذا ترتبط رياضة كمال الأجسام بمخاطر قلبية أعلى؟

يعمل لاعب كمال الأجسام على دفع جسمه إلى أقصى حدود القوة والحجم والجفاف العضلي. هذا النمط قد يتضمن: برامج تدريب كثيفة، حميات قاسية منخفضة الدهون الأساسية، استخدام مكملات قوية ومحفزات، وأحيانًا أدوية مدرّة للتجفيف قبل العرض. عند إضافة الستيرويدات البنائية إلى هذا الخليط، تزداد عوامل الخطر:

• تضخم عضلة القلب (LVH) مع ارتفاع ضغط الدم؛ ما قد يرفع احتمال اضطرابات النبض.
• اختلال دهون الدم (انخفاض HDL وارتفاع LDL) بما يزيد مخاطر التصلب والجلطات.
• لزوجة الدم/الهيماتوكريت المرتفع قد يعزّز الميل للتجلط.
• التجفاف الشديد بسبب المدرات والساونا والملح/الماء، ما يرهق القلب والكلى.
• المنشطات (كافيين عالي، سينفرين، إيفدرين… إلخ) قد ترفع النبض والضغط وتزيد عبء القلب.

هل الستيرويدات هي الجاني الوحيد؟

الصورة أعقد من اختزالها في مادة واحدة. غالبًا ما تتداخل عوامل وراثية (تاريخ عائلي لأمراض القلب)، ونمط حياة (نوم قليل، توتر مزمن)، واستراتيجيات تحضير قاسية (مدرات، تجفيف، محفزات)، مع جرعات قد تكون عالية وبدون إشراف. لذا فالتعاطي غير المسؤول هو ما يدفع المخاطر إلى مستويات حرجة.

حالات معروفة صنعت الجدل

المعلومات التالية عامة ومتداولة في الإعلام الرياضي. الأسباب النهائية قد تتضمن عوامل متعددة، ولا يُقصد بها إصدار أحكام قاطعة.

• Rich Piana (ريتش بيانا) – 2017، 46 سنة: شخصية بارزة تحدّثت علنًا عن استخدام الهرمونات؛ رحيله المفاجئ أعاد الجدل حول تضخم القلب والمخاطر القلبية.
• Dallas McCarver (دالاس مكارفر) – 2017، 26 سنة: موهبة مبكرة؛ وفاته المفاجئة نُوقشت على نطاق واسع في سياق مشاكل قلبية وتضخم غير طبيعي.
• Andreas Münzer (أندرياس مونزر) – 1996، 31 سنة: أيقونة “الشقّة” والتجفيف؛ ارتبط اسمه باستخدام المدرات واستراتيجيات قاسية قبل العرض وفشلٍ متعدد الأعضاء.
• Shawn Rhoden (شون رودن) – 2021، 46 سنة: مستر أوليمبيا 2018؛ وفاته بسكتة قلبية مفاجئة غذّت النقاش حول صحة الأبطال بعد القمة.
• George Peterson (جورج بيترسون) – 2021، 37 سنة: بطل فئة 212؛ رحيل مفاجئ قُبيل البطولة أعاد الأسئلة حول التحضير القاسي وتأثيراته.

عوامل تُضخّم الخطر خارج إطار الهرمونات

• التحضير للبطولات: التجفيف الشديد، مدرات البول، وساعات كارديو طويلة.
• الضغط النفسي: التوقعات، عقود الرعايات، صورة السوشيال ميديا.
• الحميات غير المتوازنة: دهون أساسية قليلة جدًا تؤثر على الهرمونات وصحة القلب.
• تداخل مركبات: محفزات قوية، هرمونات الغدة الدرقية، أدوية حرق دهون.

الحقيقة غير مريحة: المخاطر تتضاعف عندما تُدار الأجسام الخارقة بعقليات “الكل أو لا شيء”.

كيف نقلّل المخاطر؟ (توعية لا تشجيع)

• الإشراف الطبي المستمر: ضغط، سكر، دهون، وظائف كبد وكُلى، هيماتوكريت.
• فحوصات قلب دورية: ECG، إيكو، وربما تصوير متقدم عند الاشتباه.
• تجنّب التجفاف والمدرات العنيفة، وخاصة مع محفزات قوية.
• التدرّج، فترات Deload وOFF، والالتزام بـ PCT عند الحاجة طبيًا.
• تعظيم “صحة الأساس”: نوم كافٍ، دهون صحية (أوميجا-3)، ومراقبة التوتر.
• التوقف الفوري وطلب رعاية طبية عند آلام الصدر، خفقان غير طبيعي، دوخة، ضيق نفس.

الخلاصة

الربط بين الستيرويدات والوفيات المبكرة ليس “أسود أو أبيض”. نعم، الجرعات العالية وغياب الإشراف الطبي، مع التجفيف والمدرات والمحركات العصبية، ترفع المخاطر القلبية والوعائية. لكن الصورة النهائية يصنعها مجموع العوامل: الجينات، أسلوب الحياة، الحِمل النفسي، استراتيجيات التحضير، التغذية، والنوم. الطريق الأكثر أمانًا هو الوعي، والفحوصات، والالتزام بحدود الجسم والطب—فالمجد الحقيقي يبدأ من الصحة.