16 Jan

التوازن العضلى Muscle Balance

التوازن العضلى Muscle balance هو قوة أو قدرة أو تحمل أو إطالة عضلة أو مجموعة عضلية بالنسبة لعضلة أو مجموعة عضلية أخرى ، وغالبا ما يعبر عن التوازن العضلى بمصطلحات القوة النسبية ، ويتضمن المقارنة بين العضلات العاملة Agonists والعضلات المقابلة لها Antagonsits على نفس المفصل مثل مقارنة العضلات المادة لمفصلى الركبتين بالعضلات الثانية لهما ، كما يتضمن المقارنة بين العضلات العاملة على جانبى الجسم مثل مقارنة العضلات المادة لمفصل الركبة اليمنى بالعضلات المادة لمفصل الركبة اليسرى ، ويتضمن أيضا المقارنة بين الطرفين العلوى والسفلى ، مثل مقارنة قوة عضلات الصدر بقوة عضلات الأرجل ، وعادة ما تعمل العضلات فى أزواج ، فعندما تنقبض عضلة أو مجموعة عضلية فإن العضلة أو المجموعة العضلية المقابلة لها على نفس المفصل muscle Antagonistic ترتخى لكى لا تعوق الحركة ، وعلى سبيل المثال عند ثنى الذراع بواسطة إنقباض العضلة ذات الرأسين العضدية Biceps ، فإن العضلة المقابلة لها وهى العضلة ذات الثلاث رؤوس العضدية Triceps ترتخى لكى لا تعوق الحركة ، ويحدث عكس هذا الإجراء تماما عندما تكون العضلة ذات الثلاث رؤوس العضدية هى العاملة ، حيث ترتخى العضلة ذات الرأسين العضدية لكى لا تعوق الحركة المقابلة لها.

 

وتؤدى الممارسة المنتظمة للعديد من الأنشطة الرياضية مع التركيز على المجموعات العضلية التى تتطلبها طبيعة الأداء فى النشاط الممارس وإهمال تدريب المجموعات العضلية المقابلة لها إلى زيادة قوة العضلات العاملة بدون زيادة مماثلة فى قوة المجموعات العضلية المقابلة مما يعرضها لإجهاد متزايد ويجعلها أكثر عرضة للإصابة نتيجة لإختلال التوازن فى القوة بين العضلة أو العضلات العاملة والعضلة أو العضلات المقابلة ، ففى العديد من أنشطة الجرى والعدو والألعاب الجماعية تكون العضلات المحركة الأساسية هى العضلات المادة لمفصلى الركبتين Knee extensors ، والعضلات المادة لمفصل الحوض Hip extensors ، والعضلات القابضة لأخمص القدم plantar flexors ، وبعد عدة شهور من التدريب تصبح هذه المجموعة من العضلات أقوى من العضلات المقابلة لها وهى مجموعة عضلات خلف الفخذ Hamstrings ، وبسبب هذا الإختلال فى التوازن بين المجموعات العضلية فإن اللاعب معرض لدرجة عالية من مخاطر الإصابة فى العضلات الخلفية للفخذ ومفصل الركبة ووتر العقب ، بل وفى عضلات أسفل الظهر ، هذا بالإضافة إلى أن غالبية الحركات الرياضية تؤدى إلى تنمية قوة مجموعة عضلات الفخذ الأمامية Quadriceps بينما لا يؤدى سوى عدد محدود جداً من الحركات أو التمرينات لتقوية مجموعة عضلات خلف الفخذ ، فغالبية التمرينات مثل مد الرجلين بالثقل leg extension ودفع الثقل بالقدمين Leg press والقرفصاء Squat ورفع الركبتين High knee lifts والعدو السريع والجرى وتمرينات الوثب وتمرينات القدرة المتفجرة كلها تعتمد على العضلات المادة لمفصلى الركبتين والعضلات المادة للحوض والعضلات القابضة لباطن القدم (أخمص القدم) كعضلات محركة أساسية ، بينما يكاد لا يوجد سوى تمرين ثنى الرجلين بالثقل Leg curl حيث يؤدى بالرجلين معا أو برجل واحدة إعتمادا على مجموعة عضلات خلف الفخذ ، وهذا الوضع أدى إلى أنه غالبا ما تكون مجموعة العضلات الأمامية للفخذ أقوى من مجموعة عضلات خلف الفخذ كنتيجة طبيعية للتدريب المعتاد ، وبذلك نجد أن عضلات خلف الفخذ هى نقطة الضعف لدى لاعبى معظم الأنشطة الرياضية.

وقد أظهرت الخبرات التطبيقية والتجارب المعملية أن إهمال تدريب عضلة أو مجموعة عضلية معينة لا يؤدى فقط إلى إختلال التوازن العضلى فى القوة ولكن أيضا فى طول العضلة أو العضلات حيث تصبح هذه العضلات أضعف قوة أو أقصر طولا أو قد تصبح ضعيفة وقصيرة فى نفس الوقت.

ولهذا فإنه من الضرورى أن نفرق بين العضلات التى تعانى من الضعف فى القوة وبين العضلات التى تعانى من القصر أو ضعف المقدرة على الإطالة ، و بغض النظر عن عوامل النمو أو العيوب الخلقية فإن الإمداد العصبى للعضلات يختلف حسب ردود الأفعال المختلفة ، أى حسب ضعف أو قصر عضلات الفرد.

تقسم العضلات إلى عضلات حركية وعضلات قواميه وعضلات مختلطة ، بالرغم من أن كل العضلات الهيكلية للجسم البشرى تقوم بدور فى تحريك الجسم وفى الحفاظ على شكل القوام إلا أنه يمكن تقسيم العضلات المختلفة وفقا للوظيفة الأساسية لكل منها إلى ثلاث مجموعات هى :

– العضلات الحركية Phasic muscles

وتحتوى العضلات الحركية على نسبة عالية من الألياف العضلية سريعة الإنقباض والوظيفة الأساسية للعضلات الحركية هى تحريك الجسم.

– العضلات القوامية Tonic muscles

تحتوى العضلات القوامية على نسبة مئوية عالية من الألياف العضلية الحمراء بطيئة الإنقباض والوظيفة الأساسية للعضلات القوامية هى تدعيم البناء القوامى لشكل الجسم.

– العضلات المختلطة Mixed muscles

العضلات المختلطة تؤدى كلتا الوظيفتين بنفس القدر.

وتختلف إستجابات كل مجموعة عن الأخرى تجاه التدريب غير المتوازن أو التدريب الزائد ، فالتدريب غير المتوازن أو التدريب الزائد يؤدى إلى قصر العضلات القوامية وإلى ضعف العضلات الحركية وإلى قصر وضعف العضلات المختلطة ، وهناك علاقة مباشرة بين العضلات القوامية والعضلات الحركية حيث أن حدوث قصر فى عضلة قواميه يعوق (يثبط) العضلات الحركية المقابلة لها والعضلات المساعدة ، ومن ثم يعوق الوصول إلى الكفاءة التدريبية المثلى ، وإختلال التوازن العضلى هو حالة يحدث فيها نقص فى التوازن ليس فقط بين العضلات العاملة والعضلات المقابلة لها ، ولكن أيضا بين العضلات القوامية والعضلات الحركية حيث تقصر العضلات القوامية بالرغم من إحتفاظها بالقوة ، بينما تظهر العضلات الحركية المقابلة والعضلات المساعدة ضعفا فى القوة.

لذا يتطلب التدريب لتنمية القوة التدريب لتنمية الإطالة فى نفس الوقت ، فالإهمال فى تدريب القوة يؤدى إلى ضعف العضلات ، بينما أن الإهمال فى تدريب الإطالة والمرونة يؤدى إلى قصر العضلات ، وتدريب أحد عنصرى القوة والمرونة مع إهمال تدريب الآخر يخل بالتوازن العضلى ، ويمثل إختلال التوازن العضلى حلقة مفرغة حيث يؤدى قصر العضلات القوامية إلى ضعف العضلات الحركية ، ويؤدى ضعف العضلات الحركية إلى قصر العضلات القوامية وهكذا.

الإبقاء على العضلات فى حالة توازن حقيقى مع زيادة القوة وزيادة المدى الحركى للعضلات والمفاصل هو المطلب الأول لتنمية مقدرة العضلات على إنتاج أقصى قوة فى أقصى مدى للحركة بأعلى معدل ممكن من السرعة.

كلما إبتعدت نسب التوازن العضلى حول مفصل الركبة بين قوة عضلات خلف الفخذ وقوة عضلات أمام الفخذ عن 50 : 50 كلما تزايدت إحتمالات الإصابة نتيجة لإختلال التوازن العضلى ، عند تصميم برامج القوة والمرونة للاعبات الجمباز فإنه من الأهمية إختيار التمرينات التى تعمل على إطالة وتقوية المجموعات العضلية على كل جانب من جانبى الجسم وعلى جانبى المفاصل المختلفة بدرجة متساوية بقدر الإمكان ، لأنه من الضرورى أن تحاط المفاصل بعضلات تمت تنميتها بدرجة متوازنة.

نحن نعتقد أن حقيقة وجود خطوط فاصلة لنسب القوة بين العضلات العاملة والعضلات المقابلة لها على نفس المفصل ، أو المجموعات العضلية المتناظرة على جانبى الجسم ، أو المجموعات العضلية بين الطرفيين العلوى والسفلى عملية تتطلب تضافر جهود العديد من الباحثين لدراستها تجريبياً على نطاق واسع ، خاصة وأن هناك متغيرات عديدة ينبغى أن توضع فى الإعتبار لتأثيرها المباشر على نسب التوازن العضلى مثل وسيلة القياس وسرعة أجهزة القياس المستخدمة ونوع الجنس وطبيعة النشاط الرياضى الممارس ووضع الجسم وزاوية المفصل.

Leave a comment