الشريك فى رياضة "كمال الاجسام"
16 May

الشريك فى رياضة “كمال الاجسام”

هناك نوعان من لاعبى كمال الأجسام ، اللاعب المنفرد وهو اللاعب الذى يفضل التمرين بمفردة ، واللاعب المشارك ، والشراكة عادة ما تكون بين إثنين وفى حالات أخرى ثلاث.

مميزات الشراكة كثيرة وسأتحدث بشكل مختصر قدر المستطاع عن أهميتها وكيفية إختيار الشريك وكيف تساعد شريكك.

لماذا الشريك أثناء التمرين ؟
عندما يكون هناك من يساعدك تصبح أكثر جرأة فى حمل الوزن وتعتمد أن شريكك المخلص سيساعدك فى عداتك الأخيرة والتى فيها كل الفائدة ، وستستمتع كثيرا عندما تناقش معه تمارينكما قبل البداية وأثناء الإحماء ، إضافة إلى تبادل الخبرات والجو الذى يملأه الحماس والتحدى.

كيف تختار شريك فى التمرين ؟
ليس بالضرورة أن يكون الشريك مساويا لك فى الجسم والطول والضخامة ولكن المهم أن يكون لديه روح الشراكة ويبادلك حب هذه الرياضة ويحترمك ويحترم مستواك سواء كنت أقل منه أو أكثر، وأن تتقبل شخصيته ويتقبل هو شخصيتك وأن يلتزم معك فى التمرين.

الشراكة الناجحة:
أعتقد أن الشراكة الناجحة تحتاج إلى مقومات كثيرة منها على سبيل المثال ليس الحصر أنك تعرف العضلة المفضلة لشريكك وتتفاعل معه أثناء تمرينه وهو أيضا عليه أن يقوم بنفس الشىء ، ففى هذا تكامل بينكما ، وصدقنى ستحصبح عضلته وعضلتك المفضلتين فى وقت من الأوقات نفس العضلة بدلا من أن كل واحد لديه عضلة مفضلة وتمرين مفضل.

الشراكة تعلمك ما لا تتعلمه بمفردك لأنك ستأخذ إنطباعين مختلفين أحيانا عن نفس التمرين وهذا يحرك فى داخلك فضول معرفة إنطباع شريكك والإحساس به مما يضاعف تركيزك دون أن تشعر.

الشراكة الناجحة تحتاج أيضا إلى التدريب على المساعدة والدعم النفسى والمعنوى أيضا ويتضح ذلك فى النقاط التالية :

أثناء التمرين:
– طمئن شريكك أنك سوف تساعده وضع يدك بشكل محكم على (البار – الكوع – المعصم… إلخ) حسب نوع التمرين.
– عندما تساعده شجعه بشكل تصاعدى وبنبرة متزايدة مع كل عدة حتى آخر عدة فهو بحاجة لذلك.
– فى العدات الأخيرة خصوصا من بعد العدة السابعة (فى حال أنه يؤدى 10 عدات) إجعل المساعدة معتمدة على قدر تقصيره ، يعنى عندما تحس بتقصير منه إعطه دفعه بسيطة تتزايد إعتمادا على مستوى التقصير ، وهذه مسألة حساسة ومهمة مع المحافظة على توازن وتوازى البار مثلا أو الدامبلز فهذه وظيفتك.
– مساعدة شريكك فى رفع الوزن لها أساسياتها خصوصا فى رفع الدامبلز ، فدائما كن محتاطا من ناحية السلامة مثل رفع الدامبلز فى تمرين الأوفر أو الصدر العالى… إلخ.
– المساعدة بالزاوية الصحيحة ، حاول دائما أن تحافظ على زاوية التمرين لشريكك لأنك ستضيع عليه التمرين إن لم تفعل.

الأوزان:
– إجعل من الوزن تحديا لك ولشريكك وليس تحديا بينكما ، فهو شريكك وليس ندا لك ، وإتبع طرق لتشجيعه للوصول إلى وزنك إن كان وزنك أعلى منه فى التمرين ، ففى تمارين الكابل مثلا (وليس حصرا) شجعه وقل له أن بإستطاعته أن يقوم بهذا التمرين بهذا الوزن وأنك ستساعده وإنه ليس عليه أن يقوم بكل العدات ، فقط ما يستطيع القيام به.
– بعد الإنتهاء من التكرار لا تتوقف عن التشجيع فهذا يعطى حافزا ذهنيا ونفسيا لك وله للتمارين التالية.
– إن كنت متقدما على شريكك ، إجعل ذلك حافزا له لكى يصبح أكثر تطورا فى تمرينه ولا تستهتر بمجهوده أثناء التمرين بأوزان أقل منك ، واعلم أنك كنت مثله فى يوم من الأيام. – طريقة العد فى حال التكرار للتنشيف ، قم بالعد بشكل عكسى فهذا يجعله يتخيل أن الأرقام تتناقص ، يعنى مثلا ليكن التكرار 20 عدة إبدا من 20 19 18 ، فذلك يشعره بأنه ينجز إنجازا عظيما عندما يصل للعدد 1 ، خاصة أن تمارين التنشيف منهكة والطاقة تكون عادة متهالكة بسبب الدايت.
– لا تتذمر ولا تتأفف أبدا إن كان شريكك على غير عادته ، مثلا متقاعس عن التمرين بل شجعه وقل له أنه لطالما كان الوحش الذى يقدر على أى شىء ويمكن له العطاء أكثر فى التمرين وقهر الأوزان.
– بعض الشركاء يحبون التشجيع العنيف ، أن تضربه ضربة خفيفة على ظهره أثناء تمرين الظهر مثلا أو على المعدة أثناء تمرين المعدة ، وليكن ذلك فى العدة الأخيرة ، أو أنك تصرخ فوق رأسه أثناء العد دون إزعاج الآخرين ، وإستخدم الكلمات التى تشعر أنه يتحمس لها دائما وإنتقى منها ما يشعره بأنه الصخرة التى تحطم الحديد بين يديها.
– بادر دائما بوضع الوزن له فى البار (مثلا) وابحث معه عن الدامبلز الأخر دون أن يطلب ذلك واحرجه بأخلاقك الطيبة وتعاونك فسيتعلم منك ويصبح مثلك ، وعامله مثلما تحب أن يعاملك فى التمرين تماما.

الحياة الإجتماعية:
شريكك إنسان وله مشاعر وله شخصية وكيان وربما يمر فى بعض الأحيان بمشاكل عائلية أو مادية ، كن دائما معه وواسيه فهذه هى الروح الرياضية الحقيقية واجعل من التمرين متنفسا له ولك كى يتخلص من ضغوط الحياة وانصحه دائما بالخير ولكن إجعل كلامك فى المشكلة خارج النادى كى لا يفكر فى نصيحتك أثناء التمرين وينسى التمرين وينساك ودائما احفظ سره فهو شريكك في النهاية.

صارحه بما تحب وما تكره واطلب منه أن يخبرك هو أيضا بما يحب وما يكره كى تتوخى زعله ، واتفقا على عدم المزح أثناء تأدية التمرين حتى لا تفقدوا التركيز ، وعدم التأخر فى الحضور إلى النادى دون أسباب مقنعة ، فهذا من المسلمات أيضا وإذا لم تتفقا عليها فالافضل أن تبحث لك عن شريك أخر.

تبادل الخبرات:
دائما تبادل الخبرات مع شريكك ، فإذا استفاد منك فستستفيد أنت أيضا منه ، والتزم معه بالصدق دائما ولا تبخل عليه بأى معلومة تفيدة فى تمرينه وتحسين مستواه ، فهذا يزيد ولاءه لك وبالتالى إخلاصه للتمرين معك.

وأظهر إهتمامك للمعلومات التى يقولها لك ، وإن كانت خاطئة صححها أو تأكدا منها من مصدر موثوق وحاولا دائما أن تكوا على إطلاع على كل جديد فى هذه الرياضة الراقية.

الشريك المتغيب:
أكثر ما يشتكى منه الناس من شركائهم أنهم يغيبون كثيرا ولا يأتون إلى النادى فى الوقت المحدد دون أسباب مقنعة ، أقول لهؤلاء انسى شريكك فهو غير ملتزم بجدوله وليس ملتزما مع نفسه فأكيد لن يلتزم معك وابحث لك عن شريك يقدّر شراكتك ويتمنى أن تكون معه فى تمارينه.

Leave a comment