أسس وقواعد التدريب الرياضى
05 Jan

أسس وقواعد التدريب الرياضى

لأى نظام تدريبى قواعد وأسس يجب علينا الإلتزام بها للوصول إلى أقصى إستفادة ممكنة، فما هى تلك الأسس وما هى آلية تطبيقها؟

يرتكز التدريب الرياضى على أسس علمية سليمة جاءت نتيجة للتجارب المستمرة لمعرفة أفضل وأحسن الطرق للتعامل مع الفرد الرياضى من جميع النواحى (النفسية، الفسيولوجية، التشريحية، التربوية، والحركية)، ولقد وضع للتدريب الرياضى عدة أسس هامة حتى تسهل من عمل المدرب وتساعده على تقرير محتويات وطرق ووسائل التدريب المختلفة لكى يصل إلى الطريق الصحيح عند تنفيذ تدريبه لتحقيق الهدف الموضوع من أجله التدريب، إن الأسس الموضوعة للتدريب الرياضى تتعامل مع الفرد الرياضى من جميع الجوانب ولا يجب النظر إليها على أنها منفصلة، بل إنها تكون فيما بينها علاقة وثيقة لا تنفصل عنها.

أولا : الإحماء [Warming up ]

يرى البعض إن الإحماء عملية غرضها إرتفاع مستوى الأداء الرياضى، فالإحماء أمر ضرورى يجب أن يسبق فترة التدريب ويجب أن يشمل تمرينات بدنية سريعة للمجموعات العضلية الكبيرة، فالإحماء يعمل بجانب تهيئة العضلات العمل على إتساع الشعيرات الدموية، وتبادل السكر والمواد الأخرى الهامة للعضلات لإنتاج الطاقة فالإحماء يعمل على:

  1. تقليل فرصة التعرض للإصابة.
  2. إن ممارسة نفس صور النشاط البدنى أو الحركى المستخدم فى المباريات يعمل على إعداد اللاعب ذهنيا للعبة، لأن ممارسة اللاعب لبعض مكونات اللعبة قبل إشتراكه فى المباراة ينمى هذه الناحية بصورة كبيرة ومن المستحسن تقسيم الفريق إلى فريقين وإقامة مباراة بسيطة للعب فترة قبل الإشتراك فى المباراة مما يساعد على الإعداد الذهنى والعقلى والبدنى، وتتوقف درجة الإحماء على عدة عوامل هامة منها:

 

– حالة الطقس.

– نوع النشاط الحركى وكميته.

– كمية الملابس المستخدمة فى أثناء فترة الإحماء ونوعها.

– العوامل الفسيولوجية الأخرى كالفروق الفردية والنوع للأفراد.

وفترة الإحماء يجب أن تتراوح فى الظروف الطبيعية العادية من (20 إلى 25) دقيقة أثناء فترة التدريب، ومن الممكن أن تقل عن ذلك قبل المباريات الرسمية وقد تصل إلى 15 دقيقة.

 

 

هذا وقد وضع ” كاربو فيتش ” تلخيصا شاملا للوجهتين الفنية والفسيولوجية فقد قسم الإحماء إلى الآتى:

 

 

  1. الإحماء الشكلى [ Formal Warming – up ]

فالإحماء الشكلى يرتبط إرتباطا وثيقا بين ما يزاوله اللاعب فى هذا الإحماء ونوع النشاط الرياضى الممارس كما فى الجرى بالكرة ثم التصويب على المرمى (كرة القدم) أو الجرى والوثب عاليا لضرب الكرة (الكرة الطائرة).

 

  1. الإحماء العام [ General Warming – up ]

والإحماء العام يشمل تمرينات للمجموعات العضلية الكبيرة فى الجسم وتتسم هذه التمرينات بالسرعة والمدى الطويل فى التوقيت ويشمل هذا النوع (الإحماء، الموجات الحرارية الصناعية، التدليك، الحمام الساخن).

 

ثانيا : التدرج فى التدريب

إن التدرج من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب يعتبر من أسس علم النفس التعليمى، فنظريات التعلم والتى يعتبر التعلم الحركى إحدى صورها ترى أن مبدأ التدرج فى التعلم من العوامل التى تسرع من عجلة التعلم بل وتعمل على تثبيته، فإضافة مهارة جديدة للاعب عندما يشعر المدرب بأنه قد أتقن ما سبق أن تعلمه مع تجنب السرعة فى ذلك، والمدرب ذو الخبرة الكبيرة فى ميدان عمله يعرف الوقت المناسب لإضافة مهارة جديدة كلما شعر أن اللاعب لديه القابلية والإستعداد لإضافة ما هو جديد طالما سمحت حالته البدنية والنفسية بذلك، لأن فهم الحالة النفسية للاعبين تجعل من السهل على المدرب تخطى مراحل الجمود وعدم الإستمرار أو التقدم فى رفع مستوى اللاعبين، وتجديد طريقة التدريب أو التنويع بالشكل الذى يبعد باللاعب عن الناحية الشكلية التقليدية المكررة وتغير الموقف التدريبى من شكل تقليدى إلى شكل مقبول مشوق من العوامل الهامة التى تعمل على التقدم والنجاح فى المباريات والمنافسات وأيضا من العوامل التى تفرق بين المدرب الناجح والمدرب الغير ناجح.

 

ثالثا : فترة التدريب

إن إختلاف فترات التدريب تخضع لعوامل كثيرة من أهمها:

  1. الحالة التى عليها اللاعب من الناحية الصحية، البدنية، النفسية، الإجتماعية، المهارية، الخططية.
  2. الموسم التدريبى هل هو موسم إعداد، مباريات، راحة.
  3. ما هو نوع النشاط الممارس : كرة القدم، العاب القوى، كرة السلة … إلخ.

 

رابعا : التركيز [ Intensity ]

يقوم المدرب فى هذه الفترة على التركيز على بعض العناصر الهامة مع الربط بينها وبين العناصر أو المكونات التى سبق للاعب أن تعلمها : فالمستقيمة اليسرى فى الملاكمة يمكن أن تكون موضوع لفترة تدريبية أو المستقيمة اليمنى أو الخطافية أو الصاعدة ولكن هل يعنى هذا عدم الربط بين كل عنصر من هذه العناصر والعناصر الأخرى بالطبع لا يجوز ذلك والمقصود وهو تركيز المدرب على ناحية معينة للإرتقاء بها مع تصحيح ما قد يظهر من أخطاء، إن إتقان وتثبيت المهارة الحركية لن يأتى إلا بعد التركيز عدة مرات على العناصر الهامة التى يحتويها النشاط الرياضى الممارس، ذلك لأن التركيز عامل لتنظيم عملية التدريب الرياضى.

 

خامسا : مستوى الكفاءة [ Level Capacity ]

إن مستوى الكفاءة التى عليها اللاعب تحدد جرعة التدريب ونوعه فكل فرد له مستوى معين من الكفاءة يتناسب مع المدة التى أمضاها هذا اللاعب فى الإعداد والتدريب مضافا إلى ذلك خبرته الشخصية ودرجة تعلمه كما أن التدريب عملية متشابكة تحتوى على عدة جوانب يحيط بها الكثير من العوامل والصعوبات وعليه كان التقدم بالتدريب ليس بالعملية التى تأتى عن طريق الصدفة أو تأتى فى غمضة عين، وهنا يتضح دور المدرب فى ضرورة معرفة كل فرد من أفراد فريقه معرفة تامة وشاملة وذلك عن طريق الإختبارات والمقاييس والتسجيل والمقابلات الفردية وكراسة التدريب الخاصة بكل لاعب لمعرفة ما يحيط باللاعب من جميع الجوانب ومختلف الزوايا والتوفيق فى ذلك من الأعمال الصعبة التى تلقى على كاهل المدرب العمل الدائم والمستمر لمعرفة مستوى كفاءة لاعبيه بدنيا وعقليا وإجتماعيا وثقافيا وعمليا ومهاريا.

 

سادسا : الدافع (الحافز) [ Motivation ]

دلت البحوث المختلفة فى علم النفس التربوى بأهمية وجود دافع حتى يحدث التقدم فى التعلم، وعليه فإنه من الممكن التنبؤ بسلوك لاعب كرة القدم مثلا فى مباراة معينة لأن ذلك يتوقف على ما لديه من دوافع اللعب من جهة وعلى ظروف وإمكانيات البيئة بشقيها الخارجى والداخلى، من ناحية أخرى يسأل المدرب الرياضى دائما عن أهمية الدوافع أو الحوافز التى تحفز الناشئ على ممارسة النشاط الرياضى والإستمرار فى ممارسته وعن أنواع هذه الحوافز أو الدوافع ويقصد بالدوافع الحالات أو القوى الداخلية التى تحرك الفرد وتوجهه لتحقيق هدف معين، فالطفل يقبل على اللعب ويبذل جهدا بدنيا كبيرا بدافع إشباع تعطشه الجامح للحركة والنشاط.

 

 

كما نجد الفرد الرياضى يواظب على التدريب وبذل أقصى الجهد فى سبيل ترقية مستواه بدافع الرغبة فى التفوق الرياضى أو بدافع رفع إسم وطنه أو ناديه فى المجالات الدولية والعالمية أو بدافع الكسب المادى … إلخ، وهو فى ذلك يكافح ولا يبالى بالصعاب فى سبيل تحقيق الهدف الذى ينشده، إن العلاقة بين اللياقة البدنية وبين الدوافع علاقة مباشرة لأنه إذا كان هناك دافع أو حافز قوى إستجاب الفرد للموقف بكل ما عنده من إمكانيات فيستجيب بسهولة لكثير من المنبهات التى لم يكن يستجيب لها فى ظروف أخرى مع عدم وجود الحافز أو الدوافع، ويعلل علماء النفس ذلك بأن الدوافع تؤدى إلى إنخفاض عقبة الإستثارة لكثير من المنبهات كما تستبعد الملل وتقلل من حساسية الفرد للتعب فكأنها بذلك تزيد من لياقة الفرد للعمل الموكول إليه.

 

 

وهناك بعض الأنشطة الهامة التى تعمل على زيادة الحافز (الدافع) عند اللاعبين:

  1. وقوف اللاعب على ما وصل إليه من مستوى ليستطيع تحديد الهدف الذى أمامه.
  2. إقامة مباراة عادلة من حيث المستوى بحيث تعمل على إستمرار اللاعب فى تدريبه.
  3. التعاون بين المدرب واللاعبين فى وضع خطة التدريب.
  4. المنافسات الشريفة.
  5. التجديد الدائم فى طرق التدريب بإستخدام أدوات مختلفة.
  6. التشجيع وذلك بعمل جوائز رمزية للحصول على شارات خاصة تحدد مستوياتهم أو ميداليات يسجل عليها نوع البطولة وأسماؤهم.

 

سابعا : التخصص [ Specilization ]

يعتبر التخصص من الوسائل الهامة لإجادة موقف معين يستريح له اللاعب ويثبت فيه قدرة وكفاءة خاصة، بجانب إجادته لجميع مواقف اللعب المختلفة.

 

ثامنا : الإسترخاء [ Relaxation ]

يساعد الإسترخاء على سرعة إستعادة الشفاء وتحدد حالة الفرد العامة الفترة التى يعطيها له المدرب وتتوقف هذه الفترة على حجم وكمية التدريب.

 

تاسعا : النظام [ Reutine ]

إن تنظيم مواعيد التدريب من العوامل الهامة التى تنظم حياة الفرد الرياضى بصورة عامة وحياته الرياضية بصورة خاصة، فكلما إنتظمت فترات التدريب أصبح قيام اللاعب بتنظيم وقته آليا ذلك لإستعداد اللاعب السابق لمواعيد التدريب وعلى المدرب أن ينظم ذلك مع لاعبيه على أن يكون هو المثل الأعلى فى إحترام مواعيد التدريب وإن لزم الأمر تنظيم حياة لاعبيه بعد التدريب وذلك بالتعاون فيما بينهم، ومن أهم النواحى التى يجب تنظيمها بجانب مواعيد التدريب:

 

 

  1. العادات الصحية السليمة وتنظيمها من العوامل الهامة للإرتقاء بمستوى الفرد الرياضى من الناحيتين الإجتماعية والصحية، فإستعمال الملابس الشخصية وأخذ حمام بعد التدريب ونظافة وتنظيم أماكن خلع الملابس بل والإهتمام بالأدوات الرياضية المستخدمة فى التدريب من العوامل التى تضفى على التدريب عامل النظام.

 

 

  1. إن تنظيم التغذية بما يتلاءم والفترة التدريبية المحددة من العوامل الهامة التى ترقى بمستوى الفرد للوصول إلى أعلى المستويات الرياضية.

 

  1. عمل كشف طبى دورى شامل على اللاعبين فى مواعيد منتظمة مما يجعل كل من المدرب واللاعب على علم بالحالة الصحية العامة لضمان التقدم والإستمرار.

 

  1. إن العلاقات داخل النادى من العوامل التى تحتاج إلى تنظيم لوضع أسس صحية لكيفية التعامل بين الإدارى واللاعب وبين المدرب والإدارى مما يبعد عن جو الملعب الكثير من المشاكل التى قد تؤثر على المستوى العام للفريق.

Leave a comment