التضخم العضلى Muscle Hypertrophy
ﺇﻥ ﺘﻀﺨﻡ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ (Muscle hypertrophy) ﻴﻌنى ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﻀﻠﺔ ﻭﻤﻘﻁﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭضى، ﻭفى ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ فى ﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﻌﻀﻠﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﺯﻴـﺎﺩﺓ ﻋـﺭﺽ ﺍﻷﻟﻴﺎﻑ ﺍﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻟﻠﻌﻀﻠﺔ، ﻴﺤﺩﺙ ﻨﻤﻭ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﻌﻀﻠﺔ ﻭﺘﻀﺨﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺠـﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﺒﺩنى ﺫى ﺍﻟﻌﺏﺀ ﺍﻟﺯﺍﺌﺩ (Overload) ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﺜﻘﺎل، ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌـل ﺍﻟﻌﻀﻠﺔ ﺘﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﺏﺀ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﺤـﺩﺍﺙ ﺘﻐﻴـﺭﺍﺕ ﺘـﺸﺭﻴﺤﻴﺔ ﻭﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻋﻠﻰﺍﻟﺘﻜﻴﻑ ﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﺘﺸﻴﺭ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟتى ﺃﺠﺭﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﻴﻥ ﻭﻤﻘﺎﺭﻨﺘﻬﻡ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﻴﻥ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﻴﺎﻑ ﺍﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨﻠﺠﺔ فى ﻋﻀﻼﺕ ﺍﻟﻔﺨﺫﻴﻥ ﻟﺩﻯ ﺭﺒﺎعى ﺍﻷﺜﻘﺎل ﺘﻌﺩ ﺃﻜﺒﺭ ﺤﺠﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟتى ﻟﺩﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﻟﺩﻯ ﺭﻴﺎﻀيى ﺍﻟﺘﺤﻤـل ﺒﻤﻘـﺩﺍﺭ٤٥%.
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ فى ﺠﺴﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﻴﺄتى ﺩﻭﺭ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﺔ، ﻭﺍﻟﺘـﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻬﺭﻤـﻭنى، ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺩنى ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﺜﻘﺎل ﻭﺍﻟﺘﻐﺫﻴﺔ، ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻌﺼبى ﻟﻠﻌﻀﻼﺕ، ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﻔﺭﺩﺓ ﺃﻭ ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ، ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻋﻠﻰ إﻤﺘﻼﻙ ﻜﺘﻠﺔ ﻋﻀﻠﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ، ﻓﺎﻟﻭﺭﺍﺜﺔ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻤﻬﻡ فى ﻤﺩﻯ إﻤﺘﻼﻙ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻟﻜﺘﻠﺔ ﻋﻀﻠﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﺼﻐﻴﺭﺓ، ﻭﺘﺴﻬﻡ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﺜﻘﺎل ﺒﻼ ﺸـﻙ فى ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﻭﺘﻀﺨﻤﻬﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ، ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﺫﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ، ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻴﻨﻴﺔ ﺘﻌﺩ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ، ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﺘـﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻬﺭﻤﻭنى ﻓﻴﺴﻬﻡ ﺒﺩﻭﺭ ﻤﻬﻡ فى ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ، ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﻁﻔـﺎل ﻭﺍﻟﻨـﺴﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺇﻓﺭﺍﺯ ﻜﺎﻑ ﻤﻥ ﻫﺭﻤﻭﻥ ﺍﻟﺘﺴﺘﻭﺴﺘﻴﺭﻭﻥ (ﻫﺭﻤﻭﻥ ﺍﻟﺫﻜﻭﺭﺓ) ﻏﻴـﺭ ﻗﺎﺩﺭﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﺜﻘﺎل ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺘﻀﺨﻡ ﻟﻌﻀﻼﺘﻬﻡ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻤﻊ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﻠﺤﻭﻅ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻟﻬﻡ فى ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ.
كيف يحدث بناء العضلات (أو تضخمها) ؟
إن عمليات زيادة حجم العضلة (أو تضخمها) مرتبطة بشكل مباشر بمعدل تكوين المواد الخلوية داخل العضلة، خاصة الألياف البروتينية، حيث يلاحظ بعد فترة من القيام بتدريبات الأثقال زيادة سمك الألياف العضلية (Myofibrills)، وتكوين وحدات إضافية من وحدات الساركومير (Sarcomeres)، وهى الوحدات الأساسية المكونة للألياف العضلية، وتتكون من خيوط بروتينية غليظة تسمى الميوسين (Myosin) وأخرى دقيقة تسمى الآكتين (Actin).
تكون عمليات بناء وترميم الألياف العضلية محصلة لعملية تسريع بناء البروتين وإبطاء عمليات هدم البروتين، ويتطلب الأمر لزيادة عمليات بناء البروتين داخل اللييفات العضلية أن تقوم العضلة بإنتاج قوة عضلية ليست معتادة عليها فى الأحوال العادية، مثل القيام بتمرينات الأثقال، مما يجعلها تستجيب لذلك بتكوين البروتين.
وعلى الرغم من أن تمرينات الأثقال (تمرينات القوة العضلية) تقود إلى زيادة عمليات تكوين البروتين داخل العضلة وبالتالى زيادة حجم اللييفات العضلية، إلا أنها لا تؤدى إلى زيادة عدد الميتوكوندريا أو حجمها أو أى من الإنزيمات المسئولة عن التفاعلات الهوائية داخل الميتوكوندريا.
لذا نرى بعد تدريبات الأثقال المكثفة زيادة نسبة اللييفات العضلية إلى الميتوكوندريا، وهذا شىء غير مرغوب فيه فى الرياضات التحملية مثل منافسات الماراثون والمسافات الطويلة، حيث يؤدى إلى زيادة كتلة الجسم، مما يعنى زيادة الطاقة المصروفة من قبل العداء أثناء جريه تلك المسافات التحملية.
بالإضافة إلى ما سبق من قول، يؤدى التدريب بالأثقال (سواء بالأثقال الحرة أو بإستخدام أجهزة تدريبات الأثقال) إلى زيادة كثافة العظام، ونمو الأنسجة الضامة المحيطة بالعضلة، كما أن الأوتار العضلية والأربطة تصبح أقوى من جراء تدريبات الأثقال، الأمر الذى يوفر للشخص نوعاً من الحماية من الإصابات العضلية والمفصلية.
من المعلوم أن العضلات تضم ما يسمى بالخلايا الثانوية أو التابعة (Satellite cells)، وهى موجودة على السطح الخارجى للألياف العضلية، هذه الخلايا الثانوية التى لها نواة واحدة، مهمتها تسهيل عمليات نمو العضلات وكذلك المساهمة في ترميم وإصلاح الأنسجة العضلية المصابة بالتلف من جراء الإصابة أو التدريب البدنى العنيف.
عند ممارسة تدريبات الأثقال، فإن معدل عمليات هدم البروتينات فى العضلات يزداد، الأمر الذى يقود إلى تكاثر عدد الخلايا الثانوية ومن ثم إقترابها من الخلايا العضلية التالفة، حيث تعطيها نواتها مما يساهم فى ترميم الألياف العضلية المصابة بالتلف وزيادة ألياف الآكتين والميوسين، التى هى أساس تكوين وحدات الساركومير.
ويعتقد أن عملية ترميم العضلات تدوم لحوالى 48 ساعة بعد حدوث الإصابة أو القيام بتمرينات الأثقال، لذا لا ينصح بإجراء تمرينات الأثقال العنيفة بشكل يومى لأن ذلك لا يعطى الألياف العضلية فرصة لترميم التلف الحاصل من جراء التدريب السابق قبل البدء بالتدريب اللاحق.
Leave a comment
You must be logged in to post a comment.