تضخم القلب الرياضى
يعرف أغلب الناس أن الرياضى يحدث له نوع من تضخم عضلة القلب الحميد الذى يختلف عن التضخم المرضى أشد الإختلاف ، حيث أن القلب بطبيعة الحال عضلة تقوى بالتمرين نتيجة لزيادة تمثيل البروتين وحصوله على كميات أكبر من الاوكسجين والغذاء.
ممارسة الرياضة البدنية بإنتظام ولفترة طويلة خاصة عند الرياضيين المحترفين تؤدى إلى تضخم القلب فيزداد سمك جدرانه وتتسع غرفه من الداخل حيث يؤدى المجهود الجسمانى العنيف والزائد إلى زيادة الصادر القلبى وأزدياد نشاط الجهاز العصبى السمبثاوى فيرتفع الصادر القلبى (الصادر القلبى هو كمية الدم التى يضخها القلب فى الدقيقة وهى حوالى خمسة لترات عند الأصحاء) أثناء التدريبات الرياضية العنيفة إلى معدلات كبيرة تصل إلى أكثر من خمسة أمثال الكمية التى يضخها القلب فى الأحوال العادية أثناء الراحة.
والسبب الرئيسى الذى يؤدى إلى هذا التضخم (التضخم الرياضى) ، وهو جراء إفراز هرمون التعب (الأدريانالين) الذى يعمل على الضغط على جدران الشرايين فيؤدى إلى تضيقها مما يحفز القلب إلى بذل جهد أكبر لدفع الدم وإيصاله إلى جميع أجزاء الجسم ، من هنا نرى أن أكثر الضغوطات هى التى تحدث فى الدورة الدموية الكبرى وهى المسئولة عن إيصال الدم لمختلف أجزاء الجسم وبالتالى فإن عمل عضلة البطين الأيسر هى التى تعانى من الإجهاد ومن ثم هى التى ستتوسع من الداخل وتتضخم من الخارج لأنها المسئولة عن الضغط الدموى العالى ، عكس عضلة البطين الأيمن المسئولة عن الدورة الدموية الصغرى والتى لا تتحمل عناءا كثيرا فى دفع الدم وإيصاله إلى الرئتين.
هذا النوع من تضخم القلب لا يمثل حالة مرضية ولاتصحبة مضاعفات ولكن أهميته ترجع إلى الحاجة لتفرقته من تضخم القلب المرضى نظرا لمصاحبة هذا التضخم الحميد علامات غير طبيعية فى رسم القلب الكهربى مما قد يثير القلق عند غير المختصين والشك فى وجود مرض عضوى بالقلب ويمكن عن طريق الموجات فوق الصوتية للقلب التفرقة بين هذا التضخم الحميد للقلب عند الرياضيين وبين التضخم المرضى لعضلة القلب ، فبعكس الحالات المرضية لا يصاحب التضخم الحميد أى خلل فى وظائف القلب الإنبساطية وينكمش تضخم القلب تدريجيا عند التوقف عن ممارسة الرياضة البدنية ولا يعوق هذا التضخم الرياضيين عن ممارسة الرياضة بينما يؤدى إكتشاف التضخم المرضى لعضلة القلب إلى الإمتناع عن الرياضة البدنية العنيفة.
ومن هنا يجب الإشارة إلى أن القلب الرياضى يتم تضخمه من الخارج أى على حساب محيطه الخارجى وليس من الداخل ، فيتسبب ذلك فى زيادة سمك الجدران العضلية للقلب وإتساع الغرف الداخلية له بحيث يكون أكبر من قلب الإنسان العادى بنسبة 25 % تقريبا ، فيستقبل بداخله كميات أكبر من الدم وينقبض بقوة أكبر لإيصالها لأعضاء الجسم المختلفة ولمواجهة المتطلبات الزائدة للجسم أثناء ممارسة الرياضة.
وتقل نبضات القلب الرياضى وتطول الراحة بين النبضة والنبضة , ويحصل القلب على وقت كاف للامتلاء بالدم , وكذلك وقت كاف لتزويد عضلته بالدم والطاقة.
ولوحظ فى الحيوانات أن الحيوانات التى ينبض قلبها أقل تعمر أكثر من الحيوانات التى ينبض قلبها بسرعة ، فمثلا قلب الفأر ينبض 600 نبضة فى الدقيقة وبهذا يعمر أقل أما الفيل والذى ينبض قلبه حوالى 30 نبضة فى الدقيقة فيعمر طويلا.
فهنا تكون الرياضة سببا فى الإحساس بالصحة وطول العمر.
Leave a comment
You must be logged in to post a comment.