الإفراط فى التدريب Over-training
أصبح الفوز فى المباريات والحصول على المراتب المتقدمة مدعاة للحصول على المزيد من المال والشهرة ، يسعى إلى ذلك كلاً من المدرب واللاعب وإدارة النادى وحتى الجمهور ، ودخلت الشركات التجارية التى تسعى إلى الربح المادى بالدرجة الأولى ، على الخط كما يقولون فأشعلت سوق التدريب بكل عناصره وصولاً إلى الفوز حتى ولو كان على حساب اللاعب.
لهذا فقد ساد إعتقاد شبه مطلق لدى أغلب المدربين بضرورة زيادة جرعات التدريب من ناحية الشدة وعدد التكرارات وعدد أيام التدريب فى الأسبوع وحجم التدريب الكلى.
لكن تطبيق هذا الأسلوب التدريبى صاحبه ظهور حالات مرضية تم ملاحظتها وتشخيصها عن طريق المشاهدات الميدانية المستمرة والدراسات التتبعية ، بحيث أضحى يطلق على هذه الظاهرة مصطلح الإفراط فى التدريب (Over-training) وأصبح على العاملين فى ميدان التدريب الرياضى دراسة هذه الظاهرة المعقدة جداً والتى تتدخل فى ظهورها الكثير من المتغيرات.
إن المفهوم العلمى لمعنى الإفراط فى التدريب يعنى التدريب بمستويات أعلى من قدرات اللاعب الفسيولوجية والسيكولوجية ، والتى بمجملها تؤخر حدوث حالة الإستشفاء (Recovery) الطبيعية والتى تحدث بعد التدريب مباشرة حيث تعقبها حدوث حالة التكيف الجيد للأجهزة الوظيفية والتى تعنى قدرة هذه الأجهزة على تحمل عبء تدريبى أكبر وبالتالى تحسن مستوى الإنجاز.
ومع أن آلية حدوث ظاهرة الإفراط فى التدريب وكذلك تحديد وقت ظهورها أو درجة شدتها لا زالت غير معروفة بدقة حتى الأن ، إلا أن أعراضها أصبحت قابلة للتشخيص بصورة أكثر دقة.
أعراض الإفراط فى التدريب :
– ثبات مستوى الإنجاز أو حتى إنخفاضه فى بعض الأحيان.
– نقص ملحوظ فى وزن الجسم.
– إضطرابات النوم.
– فقدان الشهية.
– إختلال فى الأداء الفسيولوجى والبايوكيميائى والعصبى فى الجسم.
– إختلال فى العمل الهرمونى العصبى عند الرياضى.
هذا وقد أكد الباحثين على أن الإفراط فى التدريب هو نفس حالة الوهن أو الإعياء التى تصيب الرياضى بعد التمرين الشاق جداً ، رغم أن التفريق بين هذه المفاهيم ليس بالأمر السهل.إن أول الإشارات العلمية التى تطرقت إلى هذه الحالة كانت من قبل الباحث (Mackenzie) والذى ذكر بأن الإعياء بعد الجهد البدنى الشديد والذى يظهر عند الرياضيين يقسم إلى 3 مراحل:
– إعياء يصاحبه صعوبة ظاهرة فى التنفس ويكون الإستشفاء منه سريعاً.
– تعب عضلى عام يتطلب من 1 – 2 يوم من الراحة للوصول إلى حالة الإستشفاء.
– تعب مزمن وحالة إعياء ناتجة عن التأثير المتواصل للتعب العضلى العصبى وتحتاج هذه المرحلة إلى معالجة خاصة للإستشفاء قد تستغرق أسابيع أو حتى أشهر.
هذا وقد بين (Kinderman) أن الطريقة المعتمدة والبسيطة للكشف عن أعراض ظاهرة الإفراط فى التدريب تتلخص بالقياس اليومى لعدد ضربات القلب ووزن الجسم أثناء الراحة وملاحظة أية تغيرات ذات دلالة تحدث بين قراءة وأخرى.
هذا ويتفق أغلب الذين تطرقوا إلى الحديث عن هذه الظاهرة إلى أن إتباع عدة جوانب قد يقلل كثيراً من حدوث ظاهرة الإفراط فى التدريب.
للحد من ظاهرة الإفراط فى التدريب :
– تخفيض شدة وحجم التدريب بين فترة وأخرى.
– تغيير النمط التدريبى ونوعية التمارين تحديداً.
– ضرورة توفير تغذية كافية وذات نوعية جيدة حتى وإن كانت هناك حالة فقدان الشهية.
– تنظيم ساعات النوم وأخذ حصة كافية من النوم يومياً.
– تغيير بيئة التدريب بين فترة وأخرى (المكان ، الأدوات ، إستعمال مؤثرات خارجية كالموسيقى).
Leave a comment
You must be logged in to post a comment.